صراع على الجسد
في محتواي .. اتكِأ على ارضها .. وانظر من هذا المنفذ امامى .. الي دائرة بيضاء تلقي باضوائها علي .. مع أنغام حفيف الشجر .. لا اعرف ما يشغل عقلي ولكنه مشغول في تذكر أشياء تحدث ألماً داخلي .. لا ادري لماذا تركتها .. انها تحبّني .. تحبّني بمعنى الحب الحقيقي .. فإنها تشعر بي من صوتي .. تعرف ما بداخلي من عيني .. ابتسامتها لا تفارق ذهني .. اشعر بها في كل شيء من حولي .. حتى في هذه الأوراق التي اكتب عليها .. فهي .. فهي كانت نور قلبي .. كانت نسيم روحي .. وكانت سبب الحياة في جسدي .. فأين انت .. أين انت والقلب ينبض باسمك .. فأين انت .. فلقد غادرت .. غادرت بعد ان طعنتها .. طعنتها بانسياقِ للنفس .. طعنتها بكبرياء الانا .. طعنتها وهي تضمني .. وتنظر في عيني .. لتاخذ جروحي .. وتذهب .. تذهب وانهار الحزن تتدفق .. واشواك الواقع تنبت .. وانا وشيطاني نتعارك .. فلماذا .. لماذا تحب ان تجرح .. لماذا تحب ان تسبب الالم لمن يحبني .. فنظر الي مبتسماً .. فأنت من جرحتها .. انت من تحب ان ترى من يحبك يتالم .. كما تألمت اول مرة .. فأنت من تحمل هذا الالم في صدرك .. لست انا .. فأنا هو احزانك .. أعيش في داخلك .. أتغذى على روحك .. وها انا قد بنيت مكان اكبر .. لاتمدد في عمق نفسك .. ولانعم بها .. فهي ملكي انا .. انت من سرقتها .. سرقتها حين اهداك الرحمن ما استحق .. فأنا من عبدت وأخلصت .. وانت اتيت من الا شيء لتسرق ما اجتهدت لاجله .. فأنا أولى منك .. ولقد وعدت الرحمن بان اثبت انك غير قدير بها .. فأنا من استحقها .. فلماذا تنعم انت بها .. وانا من نار .. نار تستطيع ان تحرقك .. وتحرق كل من يلامسك .. وها هي .. ها هي الان تشعر بنارك .. ها هي تشتعل بلهيب شهوتك .. فأنت ضعيف لا تستحق ما انعم عليك الرحمن به .. وها انا للوعد اجتهد وانت للأنا تحترق …
هادي سالم